أحمد ردمان الشميري
رئيس الشبكة العربية للصحافة العلمية
في توافق مميز بين المناسبات الدينية والبيئية، يحتفل العالم في 5 يونيو 2025 بـ يوم البيئة العالمي، الذي يتزامن هذا العام مع عيد الأضحى المبارك ويوم عرفة، مما يضفي أبعادًا إضافية على هذا اليوم المصيري. هذا التزامن يشير إلى أهمية الانغماس في قيم العطاء والرحمة، ليس فقط تجاه الإنسان، بل تجاه البيئة التي تضمن الاستدامة وتعزز حياة الأجيال القادمة.
منذ أن أُطلق يوم البيئة العالمي في عام 1972، أصبح هذا اليوم منصة حيوية لرفع الوعي البيئي وإلهام الأفراد والمؤسسات للعمل من أجل كوكبنا. لقد أُطلقت خلاله العديد من المبادرات والسياسات التي تهدف إلى مواجهة التحديات البيئية المتزايدة. هذا العام، يأتي الشعار "دحر التلوث البلاستيكي" ليعكس إحساسًا بالإلحاح، فهو يدعونا جميعًا إلى التصدي لأحد أخطر التهديدات التي تواجه بيتنا الكبير "كوكبنا الأزرق".
لماذا شعار هذا العام "دحر التلوث البلاستيكي"
تتزايد حدة المخاوف بشأن التلوث البلاستيكي الذي يعدّ تهديدًا صامتًا يتسلل إلى غذائنا، ومياهنا، ومناخنا ، وبحسب تقارير تقدّر كمية البلاستيك التي تُستخدم في جميع أنحاء العالم بمليارات الأطنان سنويا، ولا يزال العديد منها ينتهي في المياه كالمحيطات والبحار والأنهار مما يسبب أضرارا جسيمة للحياة البحرية والأنظمة الإيكولوجية ناهيك عن تلوث مياه الشرب التي تجمع فيها كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية، وكذا اختلاط البلاستيك بالغذاء وغيرها .. جميع هذه التحديات تثير قلق العلماء والباحثين والمهتمين من صانعي السياسات على حد سواء.
التغيير الجذري هو الحل
في ظل هذه التحديات التي تفرض علينا تحمل المسؤولية كأفراد ومجتمعات وحكومات وقطاع خاص حيث لابد من العمل المشترك وبروح العمل الجماعي ، وكعاملين في حقل الإعلام والصحافة تحتم علينا المسؤولية أن نعمل جميعًا على تعزيز الوعي وتسليط الضوء على أهمية تقليل استخدام البلاستيك لا سيما هذا العام ، ومن المهم على الحكومات تفعيل سياسات تشجع على تطوير بدائل مستدامة وبيئية للاستخدام اليومي.
يجب أن نتصدى للركود الثقافي الذي يعيق الاستجابة الفعّالة لهذا التحدي من خلال إعادة التفكير في أسلوب حياتنا وكيف يمكننا أن نكون جزءا من الحل.
الاحتفال بعيد الأضحى والبيئة
إن اقتران يوم البيئة العالمي بأيام عيد الأضحى يعتبر وقتا مثاليا لنشر رسائل إيجابية حول أهمية العطاء والاهتمام بالبيئة ، ويمكن لنا كمسلين نحتفي بهذه المناسبة في النظر إلى الطبيعة والممارسات الشخصية وكيف يمكن أن نساهم في انخفاض التلوث.
دعونا نتذكر أن مراعاة البيئة والحفاظ عليها هي جزء من الرعاية الإنسانية، وأن كل تغيير صغير يمكن أن يحدث فرقا كبيرا.
دعوة للعمل
أوجه دعوة للجميع أفراداً ومؤسسات لتبني مبادرة دحر التلوث البلاستيكي ورفع الوعي حول أهمية هذا الموضوع الحيوي ، فالتغيير يبدأ من سلوك الفرد أولاً ، ولنستغل هذه المناسبة للمشاركة بهذه الرسالة القوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، باستخدام هاشتاج #WorldEnvironmentDay لنتحدث عن أفكارنا وخططنا ومشاريعنا للحد من التلوث البلاستيكي.
إن يوم البيئة العالمي 2025 هو دعوة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها بيئتنا والتي تهدد كوكبنا الأزرق .